العربية

اخبارمن مصراتة المحاصرة

نحن موجودون فى مصراتة المحاصرة منذ يومين ونحن نكتب من النقطة الوحيدة (الانترنت) فى المدينة المتاحه بامكانيات محدوده

لا يوجد اي من الاعلاميين عدا شخص واحد من الجزيرة موجود باستمرار وكذلك فريق من cnnامضى يومين فى مصراتة وذلك لان الدخول الى المدينة صعب جدا او مستحيل والوضع خطير جدا .

هذا وقد قيل لنا ان بعد وصول بعض المراسلين الاجانب خفف من قصف قوات القذافي على المدينه .

centre ville de Misrata --- وسط مدينة مصراتة
centre ville de Misrata – وسط مدينة مصراتة

 

تموضع القوات :

هنا المعارك دائرة منذ خمسة اسابيع، غالبية القوات متمركزة على بعد 20كيلو مترحول مداخل المدينة التي يحدها من الغرب مدينة زليتن

من الجنوب اكاديمية الدراسات الجويه ومن الشرق تاورغاء, فمن هذه المواضع تسيطر القوات المواليه للقذافي على جميع المداخل على البر.

أغلب مناطق المدينة فى مرمى سلاح القذافى الثقيل، وفى هذا الوقت البحر هو المنفذ الوحيد للمدينة المحاصرة ,ميناء قصر حمد تحت سيطرة أبناء المدينة، وبعض الاطراف تحت حماية قوات التحالف، فى ليلة 29-28مارس حاولت قوات القذافى الدخول عن طريق البحر بعشرات من حاملات الجنود (القوارب الصغيرة) التي كانت معززة بثلاث سفن، من تلك التي تستخدم عادة لنقل المهاجرين غير الشرعيين (لان البحرية الليبية فى عداد المنتهية عن طريق قوات التحالف)

الجنود الذين كانوا على متن هذه السفن استخدموا القوارب للاقتراب من البر، وقد تمكن الثوار من أسر واحد منهم حيث أدلى أثناء التحقيقات بمعلومات مهمة جاء فيها أنه من القوات الخاصة التابعة لهانيبال القذافي، وأنهم يعسكرون في منطقة زليتن، وقد جاؤوا في مهمة لاحتلال ميناء مصراتة، وقد لاحظ الثوار اقتراب القارب من الشاطئ ونزول الجنود الذين على متنه، فهاجموه بضراوة مما أدى إلى فرار الجميع باستثناء هذا الأسيري الذي تمكن الثوار من تطويقه والقبض عليه.

بقية القوارب تم إبعادها باطلاق قذائف rpg عليها من الثوار، وفى اليوم الثالى قصفت مدفعية القوات الموالية للقذافي الاحياء القريبة(لمدة 6 ساعات تقريبا) مما ادى هرب السكان المدنيين واصيبت بعض المنازل بأضرار.

misrata - barrage de sable -مصراتة حاجز رملى:

قوات القذافى تسيطر على أحد شوارع مصراتة الرئيسية ((شارع طرابلس ))خط شمال جنوب يمثل نصف المدينة حيث تمت السيطرة على هذا الشارع منذ اسبوعين تقريبا، بعد هجوم حوالى سبعمائه رجل واربعين دبابه وتوغلها في شوارع المدينة، حيث دافع المواطنون بكل مالديهم، من حجارة وبعض الاسلحه الخفيفة والكوكتيل مولو توف ولم تسقط المدنية ولكن السيطرة على هذا المحور كان

انتصارا استراتيجيا، وهو مايعادل ما حدث فى شارع بنغازى، ومن هذه الوضعية الجديدة استطاعت القوات الموالية منع السير في هذا الشارع والشوارع التي يصل إليها مدى نيرانهم، حيث تم تمركز القوات قرب سوق عام (سوق الخضروات) وكذلك المستشفى العام الوحيد في المدينة، والذى يحتوى على مخازن للأدوية والمستلزمات الطبية، والتى دمر بعض منها، وبعض مئات منهم تمركزو على طول الشارع وفى عدة مبان عالية، مراقبين كل المنطقة بحيث يسمح لهم بحماية مواقعهم والدبابات.

centre ville de Misrata 2 – وسط مصراتة 2:

القناصه مسلحون ببنادق طويله المدى مدعمه بعدسات قوية ورؤيه فوق الحمراء، دقة الرصاص أصابت الراس والرقبه والصدر للمتظاهرين العزل عشوائيا فى الاسبوعين الماضيين، و مما لاداعى للشك فيه انهم متخصصون فى القنص، و بعض

المرتزقه الذين قبض عليهم هم من جنسيات مختلفه من ايطاليا وكولومبيا واليونان وصربيا وذلك مقابل مرتبات يوميه تصل الى تسعة آلاف دينار يوميا، بعضهم يقول إنه متخصص في القنص، وفى الاسبوع الاخير قتل 150شخصا فى شارع طرابلس، والسكان غادروا هذه المنطقه.

Camp de réfugiés - Misrata - معيكر لاجئين فى مصراته :

وسط المدينة يقع بين تقاطع شارع طرابلس وشارع بنغازى ومن هذا التقاطع الى بوابة مصراتة المدافع المختلفه تقع على عشرة كيلو مترات تحاصر قلب المدينه، كل تقاطع فى شارع طرابلس هو نقطه استراتيجية، وهذه التقاطعات تعطي ثغرات للدبابات للتوغل

الى الاحياء المجاورة التى قطعناها لكى نقترب من قلب المدينه وقريبا من تقاطع شارع طرابلس وشارع بنغازى.

وكانت هناك روائح الحرائق فى وسط المدينه، تقدم السيارات بين الشوارع المدمرة يكون بسرعات كبيرة تتخطى الحواجز بين الدبابات المحترقه، وعند الخروج من هذه المحاور نجد مناطق سكنيه خاليه، وفى هذه المنطقه الحرب تاخذ منحى حرب الشوارع بعض الرجال من جميع الاعمار يتجولون، و الشباب يتجمعون فى عدة نقاط وفى هذه المنطقه للسير على الرجلين دون ان تكتشف يجب ان تسير من خلال المنازل والحدائق.

الطرفين فى مرمى النار يقصفون باستمرار وفى بعض الاحياء تفصلهم عدة امتار عن مرمى النار حتى المبانى المحروقه فيها قناصون،

هؤلاء يغيرون مكانهم مما يصعب اصابتهم، كما يصعب اخذ مواقع لقطع امدادات القناصه، التخطيط الوحيد للشباب ضد القناصه هو عمليات انتحارية لتفجير المبانى بأنابيب الغاز، والقناصه المحاصرون ليس لديهم حل الا النزول والقبض عليهم من الشباب، النصر فى هذه المناطق هو مسئله وقت، وقد تقرره بعض الاسلحه الحاسمه.

Misrata - centre ville 3 - مصراته وسط المدينة 3:

وهنا يبدو ايضا نفس الوضع: وجود بعض الاسلحه عند الشباب الذين التحقنا بهم، لديهم بعض الرشاشات وواحد او اثنان rpg

وبعض الكلاشنكوف و fn وبعض الكوكتيل مولوتوف والسكاكين والسيوف، وهذا يوضح حاله الحصار على المدنيه ولم

يوجد فى مصراتة سرقة على الكتيبة الامنية الابعض الاسلحه والذخائر وهنا بعض الجنود انضمو الى الثوار لاحظنا اليوم بعض

الاسلحة والذخائر التى اخذها الثوار من قوات القذافى وبعض الاسلحة القادمة من اسرائيل وروسيا حديثا

misrata - centre ville 4 - وسط مدينة مصراته 4

مؤكد ان%99من سكان مصراتة ضد القذافى والباقى هم من الضعفاء عبدة المال وفى كل الاحوال المرتزقة كثيرون جدا وبعضهم

قدمو حديثا من سرت لمساعدة القوات الموالية للقذافي ونعرف ايضا انهم قادمون من تشاد والنيجر ومالى

والعديد من الاقوال عن هؤلاء المرتزقة انهم يتقاضون مبالغ كبيرة لتطهير مصراتة –على حد وصفهموكان معهم الفودكا وحبوب فياقرا والواقى وهذه المجموعات لاتتكلم العربيه وكانوا يرددون مقولات القذافى زنقة زنقة دار دار ويفتشون المنازل وكانو يقتلون الناس بدون تمييز، سرقة اموال سرقة سيارات لنقل الجثث مما يصعب حصر الموتى والجرحى، يرجح أن نقل الجثث هدفه إخفاء الخسائر البشرية تم وضعها فى اماكن قصف قوات الحلفاء.

Misrata - Mosquée détruite. Miroir installé par les shebabs pour voir à couvert مصراتة هدم مسجد.

يومية مصراتة :

جميع المحاور المطله على وسط المدينة مقطوعة بنقاط تفتيش فى بعض المناطق، تقدم الاليات يتم بين اكوام الرمال التى تم تلغيمها

بالكوكتيل مولوتوف وعجلات السيارات والافرشة الموضوعه على الطريق المعبأه بالبنزين جاهزة للاشتعال، بعض اللاجئين يعيشون فى المنطقة الصناعية للميناء الذى اوقف جميع اعماله، وهنا تكتظ الخيام الاتيه من الهلال الاحمر على مساحة 2 كيلو متر تقريبا 3000 مصرى 800 افريقى يأتون من وسط مصراتة الذين لم يهربو فى بدء اجلاء الأجانب مع استحاله الاتصال بدولهم مما يجعلهم كثيرون وغير شرعيين فى ليبيا مع صعوبة خروجهم من البحر او البر.

Misrata - Hopital - مستشفى مصراتة

الاتصالات فى مصراتة هى مشكلة حقيقية فشبكة الانترنت محدودة جدا، وجميع الهواتف مقطوعة يبدو انه لاوجود لخيارات الا المخاطرة

بحياتهم بارسال رسائل من مكان الى اخر ومع كل قصف ترتفع مآذن المساجد الله اكبر وذلك لرفع الروح المعنويه، التلفزيون والراديو هما الوسيلة الوحيدة للاخبار، بالنسبه للتلفزيون هناك وجهتى نظر الذين أصبحو مصدر رئيسى للمعلوةمات فى هذة الحرب

الاول القناة الحكومية وسيناريوهات كاذبة فى كل نشرة بالأمس بعض المواليين قادمون من طرابلس يتظاهرون فى شارع طرابلس

للقول انهم مسيطرون على المدينة.

القوات المواليه تقوم بالليل بالقبض والخطف ونقل المخطوفين الى طرابلس، كانوا يضربونهم وامام الكاميرات يجبرونهم للعودة الى نظام القذافى، ويعملون ايضا على تغيير معالم الوجوة وكانو يصورون فقط الرجال الملتحين للقول بأنهم من القاعدة، ومن جهة اخرى الجزيرة والعربية تبث صور تقدم الثوار وقبضهم على جنود القذافى واصرارهم، وقامو ايضا ببث مقاطع لفتاه من بنغازى التى اغتصبها المرتزقه وكانت القناة الحكومية تعرف كل الاقوال ويمنعونها من الكلام.

اما بالنسبة للراديو فى مصراتة فيبث برامج حول تمركز الثوار وحاجياتهم ويبث ايضا بيانات منها تحذيرات للمرتزقة

« نحن ثوار 17فبراير نحارب من اجل تحرير ليبيا وتصفية نظام القذافى ندعو المرتزقة القادمين لقتل الشعب الليبى الى ترك اسلحتهم

والهروب لحفظ ارواحهم ووقف حمام الدم وان لم تفعلوا سوف لن تلوموا الا انفسكم سوف تقتلون او يتم القيض عليكم« .

Misrata - Tripoli Street - مصراتة: شارع طرابلس

اكثر من نصف المدنيه محرومه من الكهرباء والمياه بالأخص وسط المدينه المياه مأخوذه مباشرة من المياة الجوفيه، وذلك يتم بالكهرباء،

المواطنون يجمعون النقود لشراء المياة من مصنع قريب لتزويد المناطق المحرومة منها حموله سياره مياة تكلف 35 دينارا، المستشفى الرئيسى بمصراتة (بوشعاله) كان هدفا للقصف مرتين بعد هذا القصف النظام الطبى فى المدينه اعيد تنظيمه على عدة مناطق مختلفة، مخازن ادويه، مستشفيان صغيران من الهلال الاحمر، ومصحه خاصة وعيادتان عامتان جهزتا بما هو موجود قبل الثورة، النظام الصحى كان ضعيفا ويعتمد كثيرا على تونس ومصر عموما المعلومات التابعة محدودة لان القوات الموالية تستعمل جميع السبل المتاحه

لتعزيز هجوماتهم، و الاهداف كانت المنازل والمساجد والمستشفيات والمدارس.

misrata - prises d'armes à Kadhafi -مصراتة: استيلاء على اسلحه من القذافى

عموما يوجد نقص كبير فى الطاقم الطبى والأماكن للجرحى والامكانيات الدوائيه والمعدات الطبيه والاطباء والمتخصصين

بالأخص فى ضربات الرأس والوجه فى انتظار وعود المجتمع الدولى، المواطنون المحليون ينظمون انفسهم بما يملكون

من امكانيات بسيطة فى واحدة من العيادات المخترعه 12دكتور و 4 ممرضات يعملون ولم يكونو متخصصين بعضهم

لايزالون طلبه الطقم الطبى مشغول 24 ساعة يهتمون بالجرحى وتحضير الموتى والتغذية والملابس والادوية فى الأماكن الضرورية

فى هذه المصحه فقط 20 سرير جميع الممرات مستعملة نقص المكان وتعرض هذه الأماكن فى حاله هجوم من القوات المواليه تحت

الطاقم الطبى عدم الاحتفاظ الا بالحالات الخطيرة واستقبال الحالات الطارئه

Misrata - abri de shebabs - مصراتة – حماية الشباب

منذ بدايه الثورة مصحه صغيرة شهدت مرور 1200 جريح على حد قول طبيب، لم يكونو مصابين بالرصاص شظايا القنابل

والصواريخ تصيب الوجوة ومختلف اجزاء الجسم وتقطع الاطراف وتصيب العيون اما بالنسبه للنساء المعرضة لهجمات القوات

الموالية اما ان تموت او تتعرض لشظايا القذائف لأنهن قابعات عادة في المنازل.

Misrata - barrage de rue - مصراتة: حاجز الشارع

سيارات الأسعاف معرضه ايضا للقصف حتى عندما تكون تحمل الجرحى فى شارع طرابلس الموتى يتركون فى الشوارع لأن

سيارات الأسعاف لاتستطيع الوصول اليهم وسيارات الأسعاف مستعمله ايضا من قوات القذافى للمرور فى شوارع المدينه وتطلق النار على المواطنين، العيادة تستعمل فقط سيارات الهلال الأحمر لتمييزها، العيادة لاتستطيع الأتصال بالعيادات الاخرى.

مصراتة:

Misrata - A proximité de Tripoli Street: coktails molotov - مصراتة: قرب شارع طرابلس: كوكتيل مولوتوف

فيما يخص التغذية يقولون لنا البصل اصبح اغلى من الذهب، ندرة الغذاء نتج عنه تضخم مهم جدا نصف دينار يعادل للأسف خمسه،

القاعدة لاتبدو السوق السوداء، جميع العائلات والمهاجرين يستطيعون الاكل مجانا وذلك للذهاب الى نقاط التخزين المتفرقه فيما يخص المواد الاساسية يتغذون على الخبز الذى يصنعونه بأنفسهم فى العيادة، المطبخ صغير جدا لايسمح لتوفير الغذاء للجميع وهو عبارة عن سندوتشات من العائلات لاطعام الجرحى

مصراتة: المسجد – Misrata moquée

حظر الطيران لايعنى شيئا كبيرا بالنسبة لسكان مصراتة ومع ذلك الأكيد فى هذه الحرب المسانده من القوات الاجنبية أمر ضروري إذ لا تكافؤ بين الثوار وكتائب القذافي المدججة بالسلاح، ويبدو أن الثوار مصممون على تحرير بلادهم بإنفسهم، ولا يعنى طلبهم المساعدة من الغرب إنهم سيفرطون في الحفاظ على استقلال بلادهم،مع تأكيدهم على حرصهم على إقامة علاقات مميزة مع الغرب وباقي شعوب العالم، أساسها الاحترام وتبادل المصالح المشتركة، والثوار يبدون تماسكا وقوة، وحتى إن ظهروا أمام وسائل الإعلام بصورة ضعيفة فسبب ذلك حجم المعاناة والألم، بسبب ما يعانونه على أرض الواقع وهذا ما يجعل العالم متعاطفا مع قضيتهم.

منذ وصولنا الى ليبيا بالأخص منذ وصولنا الى مصراتة الخوف قليلا ماتراه، فى كل لحظه نسير فيها فى الاماكن المعرضة للقصف

((الله اكبر ))تتردد مثل صرخه الحرب، الأسلام يوحدد المجتمع هنا، وهم يجنمعون في الصلاة والغناء كالأخوة مترابطين اكثر من الطبيعى، صالونات المنازل تخدم الاقارب

والاصدقاء والجيران، فى اللقاءات وتبادل المعلومات ،قليلا ما ترى النساء فى هذه الحرب، الوحيدات هن الممرضات بالنسبة للأخريات

تحضير الملابس النظيفة وتجهيز الغرف والأكل للذين فقدو منازلهم، حتى بالنسبه للقريبين من الموت الشرف هو الاساس .اما بالنسبه للشباب الذين يقاتلون فهم كالأخوة.

اما نحن تركنا هؤلاء الذين كانوا معنا يؤكدون العيش هنا او الموت.

Tuning Libyien - مصراتة: قرب شارع طرابلس

Laisser un commentaire